
كل ما ورد في خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة الاستقلال لسنة 2024 بخصوص صندوق السكن هو هذه العبارات:
"واستمرارًا في نفس النهج قررنا، وعيًا بدقة ظروف المدرس وحرصا على تحسينها، استحداثَ صندوقٍ لتمويل برنامجٍ لدعمِ سَكَنِ المعلمين والأساتذةِ وتخصيصَ كل المنازلِ التي تم تشيدها في إطار برنامج داري وعددُها 2508 منزلا، تزيد قيمتها الإجمالية على 22 مليار أوقية قديمة، لدعم هذا الصندوق. وقد وجهنا الحكومة بالشروع في تحديد آليات تسيير وشروطِ الاستفادةِ منه بالشراكة مع ممثلي المدرسين في أقرب الآجال"
ولا يمكن ان يفهم من هذه العبارات أكثر من الأفكار التالية:
-ان الصندوق لدعم السكن، والدعم لا يعني أكثر من المساعدة، ولا يعني التكفل، لذا كان تحمل الحكومة نسبة 75% من المبلغ المقدر للسكن نسبة عالية عند المنصفين، خاصة ان النسبة المتبقية وهي 25% منجمة على 15 سنة.
-ان الأولوية في الصندوق لأهل الميدان، وهو ما يفهم من إطلاق المعلمين والأساتذة، ولذا كان دخول غير الميدانيين من المعلمين والأساتذة بشروط خاصة كمكوث 15 سنة في الميدان، وعدم الاستفادة أكثر من نصف المبلغ المحدد لقيمة السكن مفهوما.
-انه لم يعبأ من الموارد لهذا الأمر إلا 2508 منزلا من منازل برنامج داري
-ان قيمة هذه المنازل تقدر ب 22 مليار أوقية قديمة. وهذا ما لا يسد سدس الاحتياجات، مما يستلزم موارد متجددة، لذا تعهدت الحكومة بها من خلال البرمجة السنوية للمستفيدين.
-ان آليات تسيير الصندوق وشروط الاستفادة منه محالة إلى الحكومة، وأنها ملزمة بالتشاور في ذلك مع النقابات.
ولقد كان الحوار بين الطرفين شاقا ومضنيا، فالحكومة تريد تنفيذ أوامر الرئيس بأقل كلفة، والنقابات تريدها بأعلى ما يمكن من المكاسب.
ولا نيالغ إن قلنا إنه لولا مواكبة النقابات لم يكن بعيدا على الحكومة الاكتفاء بتحلة مقسم من الصندوق.
ومعنى هذا ان من يزعم ان الرئيس منح السكن للمدرسين، وأن الوزير الأول وظف النقابات لكي يلتف على الأمر فقد زعم زعما كاذبا، وهو إما فاجر في الخصومة ذو نيات خاصة، وإما مغفل لم يستمع خطاب الرئيس أصلا، أو لا يدرك مدلولات الألفاظ.
هذا ومن فضول القول؛ إن كل مكسب لا يستوعب جميع المعنيين به، لا بد له من معايير، ولا نعلم معايير اكثر موضوعية في هذا المجال من معايير القرب من التقاعد، والأقدمية، والحالة العائلية، وإن من كان عليهم غرم قطاع لعقدين او ثلاثة لهم أولى الناس بغنمه عند من لم يطغ عليه تكييف المعيار على مقاس الذات، وإن زبزب وبرطم بهمهمات نضالية جوفاء!!
ومهما يكن من أمر؛ فإن الصندوق مكسب استراتيجي مهم، وهو قابل للتطوير في قابل السنوات، فهل نسينا أن علاوة الطباشير بدأت ب 3000 أوقية، وأن البعد بدأ بمناطق محدودة معزولة؟