
تنشر وكالة المنارة الإخبارية، مقابلة شاملة تحدث فيها رئيس مهرجان المذرذرة الدولي الدكتور محمد سالم ولد الصوفي، عن قضايا ومستجدات المهرجان الثقافي الذي تسعى نخبة مقاطعة المذرذرة تنظيم في آخر السنة الجارية، والذي ينتظر بفارغ الصبر.
المقابلة أجرتها "صحيفة نواكشوط" وكانت أول خرجة إعلامية لرئيس المهرجان الدولي، وتنشرها "وكالة المنارة الإخبارية" كاملة للقراء:
___
صحيفة نواكشوط: هل المهرجان موجَّه للجمهور المحلي فقط، أم تراهنون على جلب جمهور من خارج حدود المذرذرة؟
الدكتور محمد سالم ولد الصوفي : نحن في مهرجان المذرذرة الدولي -بطبيعة الحال- نعتقد أن جزءا كبيرا من ثقافتنا وتراثنا وما لدينا من معارف وحضارة عابر للحدود، لدينا سفراء في مختلف المناطق على امتداد خريطة الوطن وخارجه، تعلمون أن المذرذرة -على مستوى التعريف المناطقي- كانت تتبع لها العديد من المناطق التي أصبحت الآن ولايات ومدنا كبيرة ومقاطعات، وبالتالي فنحن نراهن على إسماع صوتنا للداخل والخارج، وكما يقال " أجر الدنيا لا يضيع أجر الآخرة"، ولذلك فنحن نوجه الرسالة محلياً وخارجياً ونعتقد أنها تصلح للتسويق ونرجو أن تسد فراغاً، وأن تكون مساهمة حقيقية ولبنة تضاف إلى الجهود والمقاربات التي اعتمدت سابقا.
صحيفة نواكشوط: كيف توازنون بين “الاحتفاء بالهوية” وبين الانفتاح على الثقافات الأخرى؟
الدكتور محمد سالم ولد الصوفي : احتفاؤنا بالهوية واستنادنا إلى تراثنا وهويتنا يعطينا قوة ودفعا حقيقيا للانفتاح على الثقافات والعادات وعلى تراث الأمم الأخرى، ومشاركة وفود كثيرة من مختلف المناطق لا شك سيثري المهرجان، والمشتركات كثيرة لا حصر لها والانكفاء على الذات لم يعد ممكنا في ظل ثورة التواصل الحديث، فلذلك نحن نريد أن نتحرك وفق معايير غير تقليدية وضمن رؤية وتعاط جديد مع الهوية وليس في ذلك تناقض، ونحن سنقدم كل ما باستطاعتنا لإثراء الساحة بكل ما هو جديد ومفيد.
وفود من دول الجوار، ومن يتطلعون للدولية فسيجدون أيضا وفودا قدمت من مناطق ودول بعيدة يحدوها الاهتمام وحب الاكتشاف لمعرفة ما لدينا من كنوز ثقافية، نحن على موعد مع التاريخ، وسنقدم ما نرجو أن يكون مصدر اعتزاز وفخر لكل أهل البلاد، سائلين الله أن يوفق الجميع.
صحيفة نواكشوط: ما هو معيار النجاح بالنسبة لكم: الحضور الجماهيري، التغطية الإعلامية الواسعة، أم الأثر الثقافي طويل المدى؟
الدكتور محمد سالم ولد الصوفي : أهدافنا في المهرجان واضحة، سواء منها ما تعلق بالتنمية، أو بإحياء التراث، أو بجلب البهجة والسرور للناس، أو باكتشاف المواهب والإبداع، وكلها لديها مؤشرات قياس حقيقية، يمكن أن نعرف ماذا حققنا وماذا علينا تحقيقه مستقبلا، وأين وصلنا في طريق التحقيق. وأريد أن أقول إنني مطمئن إلى أن كل هذه الأهداف مجتمعة ستتحقق إن شاء الله، الحضور الجماهيري على نطاق واسع، فالنخب والطلاب وأساتذة الجامعات والفاعلون في مختلف المجالات سيكونون حاضرين في المذرذرة، كما نتوقع أن يترك المهرجان أثراً إعلامياً كبيراً على المستوى المحلي والعالمي، ونأمل أيضا ونؤكد على أن الأثر الثقافي طويل الأمد سيساهم في خلق تقاليد جديدة تسهم في هذا المجال وتحقق أهدافه.
صحيفة نواكشوط: لماذا تُصرّون على وصف المهرجان بـ”الدولي”، رغم أن معظم الفعاليات تبدو محلية الطابع؟
الدكتور محمد سالم ولد الصوفي : وصف مهرجان المذرذرة بالدولي هو -في الواقع- من ضمن أهداف المهرجان، ونحن بما سنقدم من مضامين للمهرجان نطمح لأن نوصل صوتنا إلى المنطقة والإقليم والعالم، وذلك عبر وفود تشارك من العديد من دول العالم، واكتشاف هذه الوفود لتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا سيجعل منهم سفراء لبلادنا وللمذرذرة بشكل خاص لدى المناطق التي قدموا منها، وسيزيد اهتمامهم بعد تعرفهم على تفاصيل الحياة في منطقتنا، كما ستتعمق معرفتهم بجوانب لا تجد -عادة- حقها من الكشف والاستكشاف فتبقى بعيدة عن دوائر الضوء، من هنا أعتقد أن إصرارنا على أن يكون مهرجانا دوليا له ما يبرره، عبر التواصل، وعبر إحياء بعض العلاقات التي كانت تجمع أطرافا من أهل المذرذرة وجهات خارجية، فهناك مثلا حضرات دينية معروفة في السينغال كانت لها صلات عريقة مع أطراف في المذرذرة والعكس صحيح، فإحياء هذه العلاقات وتعميقها يعتبر جزء أصيلا من رسالة المهرجان.
من ناحية أخى، فإنه من الطبيعي استحضار البعد الدعائي والإشهاري ومن حق القائمين على المهرجان أن يقدموا الصورة التي ينبغي أن يكون عليها، وهو سيكون مهرجانا دوليا وفق معايير المهرجانات الدولية، ونحن نتحمل المسؤولية كاملة في ما يتعلق بإصرارنا على أن يكون دوليا وهو من الأهداف التي رسمناها والتي نطمح إلى تحقيقها ونسأل الله التوفيق.
صحيفة نواكشوط:نشكركم سيادة رئيس مهرجان المذرذرة الدولي على الوقت الذي خصصتموه لنا، وعلى المعلومات الثرة والأجوبة الشافية التي قدتم على الأسئلة.
الدكتور محمد سالم ولد الصوفي : أشكركم على اهتمامكم بالمهرجان كما أننا فضلنا أن تكونوا أول وسيلة إعلام نتواصل من خلالها مع الجمهور.
المقابلة كاملة تجدونها على الرابط التالي، وفق مانشرته 'صحيفة نواكشوط ' على موقعها :
https://nouakchot.com/article/30100



