قال حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) المعارض بموريتانيا إن الأسرة المدرسية تستقبل العام الدراسي الجديد وسط "أجواء من الإحباط والخيبة والقلق على مستقبل التعليم في البلاد"، منتقداً ما وصفه بـ"عجز الحكومة عن إنقاذ المنظومة التربوية من التدهور المستمر".
وأوضح الحزب في بيان أصدره، تلقت "وكالة المنارة الإخبارية"، أن "الحلم الوردي للمدرسة الجمهورية الذي بشرت به السلطات، والقاضي بإطلاق إصلاح شامل يبدأ من التعليم الأساسي، تحطم أمام واقعٍ مأزوم يتمثل في معاناة المدرس، وضعف المناهج، وتردي البنية التحتية، وتراجع مستوى التحصيل لدى التلاميذ".
وأضاف أن الحكومات المتعاقبة "فشلت في تنفيذ مخرجات الأيام التشاورية حول التعليم، وفي الوفاء بالتعهدات التي شكلت أساس القانون التوجيهي للنظام التربوي"، مشيراً إلى أن "العديد من القضايا الجوهرية ما تزال عالقة، مثل تحسين ظروف المدرسين، والهندسة اللغوية، وإصدار قانون التعليم الخاص".
ودعا الحزب إلى "إصلاح تربوي حقيقي وجذري يقوم على رؤية وطنية جامعة يشارك فيها المعلمون ونقاباتهم وروابط أولياء التلاميذ والخبراء والفاعلون المدنيون"، مضيفاً أن إصلاح التعليم "لن يتحقق عبر الشعارات السياسية والدعاية الرسمية، بل عبر معالجة جوهرية لأعطاب القطاع".
وشدد البيان على "ضرورة صون كرامة المدرس وتمكينه من حقوقه المادية والمعنوية باعتباره الركيزة الأولى في العملية التربوية"، مهنئاً الأسرة التعليمية بمناسبة افتتاح العام الدراسي الجديد، ومثمناً "صمود المعلمين والمربين رغم صعوبة الظروف".
وحذّر الحزب من استمرار تدهور البنية المدرسية وغياب الصيانة والتوسعة، مؤكداً أن "آلاف التلاميذ ما زالوا يدرسون في أقسام متهالكة وظروف غير مواتية"، داعياً الحكومة إلى "تدارك الوضع والإسراع في إصدار المراسيم التطبيقية لمخرجات الأيام التشاورية التي طال انتظارها".
جاء بيان الحزب، بعد مقابلة شاملة تحدثت فيها وزيرة التربية وإصلاح نظام التعليم بموريتانيا هدى باباه عن إصلاحات جذرية شهدها التعليم منذ انطلاقة المدرسة الجمهورية، التي تدخل في عامها الرابع، وأن السنة الدراسية الجديدة بدأت الإثنين بحر هذا الأسبوع.
