قالوا عن الشهيد....كتب الأستاذ إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا

أربعاء, 04/29/2020 - 12:12

من صفحة الأستاذ إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا :

الدكتور الشهيد بإذن الله ابراهيم ولد زيد سجل إحدى أعظم بطولات  الحقل الطبي في تاريخ الدولة الوطنية. استشهد بسبب عدوى من مريضة تعاني من حمى نزيفية زارته في المستشفى ليلا.
كان ذلك في مستهل سنة 2003 حيث كادت حمى كريمي كونغو أن تفتك بالنظام الصحي الموريتاني فتنتشر لولا عناية الله التي سبقت.
نام الدكتور إبراهيم ليلته مكابدا و بعد أن ماتت مريضته الحامل عاد حزينا إلى منزل ذويه ولم يكن يدري أن أيامه نفدت وأنه سينقل عدوى ذلك الداء إلى أبيه الذي غادرنا بعده وأخته التي نجت بعد شهر ونصف من الاستشفاء.
في تلك الأيام الشهباء كان الطبيب والضابط والمعلم يستقلون باصات النقل العمومي المترهلة مع جموع التلاميذ، حيث الطبقة المتوسطة ممتهنة.
تعاقبت السنون والأحكام من حينها ولم تؤبن الدولة الموريتانية هذا الطبيب الشاب ولو بشق كلمة.
ناضل زملاؤه عبر نقاباتهم حينها لكن الكثير منهم أصيب بالإرهاق والإحباط، من حكومات لاتعرف كيف ترد البسمة لذوي مفقوديها الذين ماتوا دفاعا عن الأمة والوطن؛ الذين ماتوا تحت العلم وفي الميدان.
انجاح فيروس الحمى النزيفية وارتقت معه روح الطبيب إبراهيم ولد زيد ووالده، وبقيت غصة الحنين وقلق الزمالة شاهدين يتراأيان على أقلام ذويه وفي مخاييل زملائه من الجيش الأبيض حيث يتهددهم النسيان إن كتب الله لهم الشهادة بمعركة مماثلة.
فماذا لو انطبعت سياسات الجمهورية في حلتها المعاصرة بمسحة عرفان وإنسانية، لتذكر الناس بشهدائها بإعادة الاعتبار لهم وتكريمهم ونقش أسمائهم في ذاكرة الزمن الجمهوري المتثاقل ؟

#الشهيد_ابراهيم_يستحق

القسم: 

وكالة المنارة الإخبارية

على مدار الساعة