
سيدي الرئيس، ... لكم منا جزيل الشكر والتقدير. فكما قيل: "أنجز حر ما وعد".
في أول لقاء لي معكم في مدينة شنقيط، أكدت لي أن الإرادة موجودة، وأن علينا أن نتقدم. وها أنتم اليوم، والحمد لله، في سنتكم الثانية وقد أعطيتم إشارة انطلاق الخطة التنموية لقطاع الصناعة التقليدية والحرف، وهو ما جسدتموه في خطابكم التاريخي في وادان وولاته وجول.
ولم تقتصروا على ذلك، بل هاهو المشروع الطموح للقرية الصناعية التقليدية داخل المعرض الوطني، والذي يضم مركز التكوين المهني في الصناعة التقليدية التراثية ومعرضًا دوليًا ينافس المعارض الدولية الأخرى. ناهيكم عن وزارة التكوين المهني والصناعة التقليدية والحرف، التي لم يسبق لها مثيل، والتي أشرفت على إعداد أيام وطنية وأخرى تشاورية أثبتت خلالها قدرتها.
لقد أثبت معالي وزير التكوين المهني والصناعة التقليدية والحرف، السيد ماء العينين ولد أييه، من خلال طرحه لاستراتيجية قادرة على تطوير الصناعة التقليدية والحرف. ومن أهم إنجازاته: الإشراف على موسوعة لجمع تراث الصناعة التقليدية التراثية كي لا يندثر، واتخاذ لجنة علمية مكونة من ما يزيد على 15 شخصًا، من بينهم خبراء في المجال، لفحص كل ما أوشك على الاندثار، كي تتمكن الوزارة من انتشاله مرة أخرى.
ومن ضمن التدابير اللازمة، سيتم فتح مدرسة خاصة لتعليم الصناعة التقليدية التراثية، معتمدة على ذوي الكفاءة والخبرة. ويؤكد ذلك حرص معالي الوزير على تطبيق إرادة فخامتكم وإصراره على تنظيم هذا القطاع ليكون رافعة اقتصادية.
وقد اقترحت الهيئات التنظيمية للقطاع، بعد دعوتها لحضور أيام المنتدى الصناعي، أن يكون رئيس الغرفة الوطنية للصناعة التقليدية والحرف معينًا من طرف رئيس الجمهورية، ليكون أكثر قدرة على العمل مع الجميع واستعدادًا لتطبيق خطة الحكومة لتنمية القطاع. كما تم اقتراح تفعيل دور الاتحادات المهنية في كل ولاية، مع رصد مبالغ مالية للقيام بالمهام الموكلة إليها، وهو ما لاقى ترحيب الجميع وتقبله الجميع بأريحية.
سيدي الرئيس،
إن الغرفة الوطنية للصناعة التقليدية والحرف تحتاج في هذه المرحلة إلى شخصية وطنية تعي ما ستفعله مستقبلًا، تكون محبوبة لدى الجميع، وقد أثبتت كفاءتها مرات عديدة، وأنتم أدرى بذلك، فأهل مكة أدرى بشعابها.
وفي الأخير، تقبلوا أسمى آيات الاحترام والتقدير.